الجمعة، 18 نوفمبر 2011

السوبريالية


السوبريالية :
هي محاولة جديدة ومختلفة لحل المسائل المطروحة تمثلت في أواخر الستينيات ,"بالواقعية المفرطة"


التي عرفت بعبارات شتى : "الواقعية الإعلامية ,واقعية الصورة الفوتغرافية ,وتمثلت أيضا بمصطلحات متعددة مثل ,الخارق ,مفرط ,متطرف.السوبريالية  حركة فنية تشمل الرسم والنحت والواقعيين من خلال إعادة إنتاج كاملة التفصيل ,التي قريبة جداً من الفوتوغرافية (الرسم الفوتوغرافي)
وهي في الحقيقة تتألف من صور فوتوغرافية (رغم إن الرسامين بدءوا يعملون مع الرسوم الفوتوغرافية  منذ الأيام الأولى لظهور التصوير ),ورغم موطنها الأصلي الذي أشتهرت به الولايات المتحدة الأمريكية ,إلا إنها ظهرت في أوربا منذ نهاية الستينيات وخلال السبعينيات.

ومن الواقعيين الفوتوغرافيين الأمريكيين (ريتشارد إستيس 1932 -),(إيتشاك كلوز 1940-),(أودي فلاك 1931-),(جارلس بل 1935-1995),(رالف كوينكز 1928-), ومن الأوربيين الإنكليزي (مالكوم مورلي 1931-), والفرنسي (فرانج ليدان 1949-).

واجهت السوبريالية الواقع بعقلية المراقب المدرك كل الجزيئات والتفاصيل ,معبراً عن التوتر الناتج عن الاختيار الواعي للمظاهر الواقعية في البيئة, عن طريق استخدام عناصر تشكيلية هي من الوضوح والصفاء بقدر ما هي معبرة وذات دلالة.وسائلهم المباشرة ميكانيكية:
 الآلة الفوتغرافية,(الكاميرا) ,الشرائح (Slides) المنقولة إلى الشاشة....وبفضلها يكتشف الفنان في الواقع ,ما يعجز عنه بالعين المجردة, لتمكنه من نقل هذا الواقع إلى درجة بحيث تثير الدهشة وتعطي الانطباع بواقعية مفرطة.ذات ملامح سحرية.

وأستخدم الفنان هذه العناصر المرئية بكثير من اللامبالاة ,لا يعبر عن شيء سوى عن عملية الإدراك البصري في أقصى ما يمكن أن تسجله العين البشري استنادا إلى الصور الفوتوغرافية.

إن الانتقال من فن (البوب) إلى السوبريالية ,عزز في انتقائها للصور واختيارها للموضوعات ,التي تشمل المناظر الطبيعية والمدنية والسيارات وواجهات المحلات , وهدفها ملء مساحات الصورة بحضور واقعي مقنع, شأنها شأن البوب, الذي ما أن ينتهي العمل بصورته حتى يصبح ظاهرة تجارية.عن طريق تنفيذ الواقع ومعالجة مسألة الفضاء والمادة بأسلوب جديد.....سعى إلى تخطي ما يربط الإنسان بالطبيعة من أحساسات مباشرة لمعرفة وتسجيل أدق التفاصيل لإظهار الدقة والموضوعية العالية.

 غير أن وسيلة التصوير الفوتوغرافي لا تنفي بالضرورة العنصر الذاتي للفنان لما تمليه من أختيار للصورة الفوتوغرافية, وتحديد أطرها وإعادة صياغة الواقع منها. "فالفنان الواقعي المرتبط بطبيعة المجتمع الاستهلاكي ووسائله الإعلامية والتقنية, أنما يسعى إلى التعبير عن هذا الواقع وعما يشكل الأطر البيئوية له".


ريتشارد ايستز(منظر طبيعي مدني )

أما النحت السوبريالي:

 فهو أكثر التزاما بتشبيه الحقيقة , بخلاف الرسم السوبريالي.
فلو تأملنا أعمال ( جورج سيكال) ذات الأطياف المتعددة والشخوص المنحوتة بشكل قوالب لنماذج حية وعلى درجة عالية من التقنية والتنسيق المستوى من معطيات الحياة  العلمية , كلها تصب في نهاية المطاف في نفس الغاية . فالمنحوتات تحتفظ بهويتها من خلال علاقتها الوثيقة بانتمائها للظاهرة الحياتية, لذا تبدو كانهأ حقيقية , فأشكاله المنحوتة من الجبس الابيض هي عبارة عن أجسام تعبر عن لحضات آنية في الحياة الحضرية .

محطة الأتوبيس "جورج سيجال ,مدينة نيويورك عام 1980



جورج سيجال، عبور الشارع سنترال بارك والجادة الخامسة دوريس جيم فريدمان بلازا شارع الستين، مانهاتن.


(أما دوان هانسن ) فقد عمل على تهذيب وصقل أسلوب (سيكل) وذلك في قولبة الأجسام لإنتاج أشكال أكثر واقعية مما هو علية الحال في منحوتات الشمع التقليدية والتي كان الفنان يقارن بها بقية أعمالة . مما يضفي بعدا إنسانيا اكبر واشمل على العملية ككل .
فقد اعتمد على أسلوب عمل الصبات على جسم الإنسان (بالفايبر كلاس ) و(صمغ البولستر) لإظهار الشكل الشبيه بالأصل .
سوبر ماركت للمتسوقين، 1970   (  امراه تدف سله )






المرجع : كتاب التعبير البيئي في مابعد الحداثة 
 للدكتور علي شناوة آل وادي
و عامر عبد الرضا الحسيني